حتى تركه . فكان علي يقول : لو قدرت على عبيد الله بن عمر وليَ سلطانٌ لإِقتصصتُ منه . (١)
أما عثمان ، فحين بلغه مقالة علي تلك ، قام فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
« أيها الناس ، إنه كان من قضاء الله أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، أصاب الهرمزان وهو رجل من المسلمين ليس له وارثٌ إلا الله والمسلمون ؟ وأنا إمامكم ، وقد عفوت ، أفتعفون عن عبيد الله بن خليفتكم بالأمس ؟ قالوا نعم . فعفا عنه . (٢)
وفي ذلك اليوم قال المقداد مقالته الآنفة .
فلما بلغ علياً ـ ما قاله عثمان ـ تضاحك ، وقال : سبحان الله ! لقد بدأ بها عثمان ! أيعفو عن حق إمرىء ليس بواليه ! تالله إن هذا لهو العجب ! (٢)
وكان عبيد الله قد حبس في بيت ، وقيل في السجن ، فأطلقه عثمان وكان رجلٌ من الأنصار يقال له : زياد بن لبيد البياضي ، إذا رأى عبيد الله بن عمر قال :
ألا يا عبيد الله ما لك مهربٌ |
|
ولا ملجأٌ من ابن أروى (٣) ولا خفرْ |
أصبت دماً والله في غير حِلّهِ |
|
حراماً وقتل الهرمزان له خطر |
على غير شيء غير أن قال قائل |
|
أتتهمون الهرمزان على عمر |
فقال سفيهٌ والحوادث جمّة |
|
نعم ، أتهمه قد أشار وقد أمر |
وكان سلاح العبد في جوف بيته |
|
يقلبه والأمر بالأمر يعتبر |
____________________
(١) : راجع الغدير ٨ / ١٣٢ إلى ١٣٥ .
(٢) : راجع شرح النهج ٩ / ٥٤ ـ ٥٥ .
(٣) : ابن أروى : هو عثمان .