مقتل عتبة وشيبة والوليد
ثم خرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ودعوا إلى المبارزة .
فخرج إليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء ، وعبد الله بن رواحة وهم من الأنصار .
فقالوا : من أنتم ؟ قالوا : من الأنصار . فقالوا : أكفاءٌ كرام وما لنا بكم ؟ من حاجة ، ليخرج إلينا أكفاؤنا من قومنا .
فقال النبي ( ص ) قم يا حمزة ، قم يا عبيدة بن الحارث ، قم يا علي فقاموا ، ودنا بعضهم من بعض ، وانتسبوا لهم .
فقال عتبة : أكفاءٌ كرام .
فبارز عبيدة بن الحارث بن المطلب عتبةً .
وبارز حمزة شيبة .
وبارز علي ( ع ) الوليد . (١)
أما حمزة فلم يمهل شيبه حتى قضى عليه في الضربة الأولى .
وكذلك فعل علي بن أبي طالب ، فإنه لم يمهل الوليد حتى قتله .
وأما
عبيدة وعتبة ، فكل منهما قد ضرب صاحبه وأصابه بجروح لا يرجى منها الشفاء . فكرَّ الحمزة حينئذٍ على عتبة يبارزه ، فصاح المسلمون : يا علي ، أما ترى الكلب قد بهر عمك ؟ ـ وكان الحمزة وعتبة قد اعتنقا بعد أن تكسر سيفهما ، والحمزة أطول من عتبة ـ فقال له علي عليه السلام : يا عم طأطأ رأسك ، فادخل الحمزة رأسه في صدر عتبة ، فضرب علي عليه السلام عتبة ،
____________________
(١) : الكامل ٢ / ١٢٤ / ١٢٥ .