فقدَّه نصفين (١) .
ثم حملا عبيدة بن الحارث ، وكانت قد قطعت ساقه ، فألقياه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله فاستعبر عبيدة وقال ألستُ يا رسول الله شهيداً ؟
قال صلّى الله عليه وآله : بلى .
قال : لو كان أبو طالب حياً لعلم أني أحق بما قال :
كذبتم وبيت الله نخلي محمداً |
|
ولما نطاعن دونه ونناضلِ |
وننصره حتى نُصرّعَ حوله |
|
ونذهَل عن أبنائنا والحلائِل |
ثم مات رضي الله عنه ، وتزاحف القوم ودنا بعضهم من بعض ، وكان شعار النبي في هذه الغزوة : يا منصور أمت (٢) .
وكان من دعاء النبي ( ص ) في ذلك اليوم قوله : « اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإِسلام لا تعبد في الأرض ، اللهم انجز لي ما وعدتني . . »
وبرز بعد ذلك حنظلة بن أبي سفيان إلى علي ( ع ) فلما دنا منه ، ضربه علي بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض (٣) .
وبرز بعد ذلك العاص بن سعيد بن العاص (٤) فبرز إليه علي عليه السلام فقتله .
____________________
(١) : سيرة المصطفى ٣٤٧ .
(٢) : شرح النهج ١٤ / ١٣٠ / ١٣٣ .
(٣) : والى ذلك يشير امير المؤمنين بقوله : ـ مخاطباً معاوية ـ « وعندي السيف الذي اعضضت به أخاك وخالك وجدك يوم بدر » ( شرح النهج ١٤ ـ ١٣١ ) .
(٤)
: وقد وصف عمر بن الخطاب العاصَ لولده سعيد بقوله : « مررت به يوم بدر فرأيته يبحث
للقتال كما يبحث الثور بقرنه فهبته وزغت عنه ، فقال : إلي يا بن الخطاب ! فصمد له =