في قبا ، على باب مسجدها ، فدفع إليه كتاب العباس ، فدفعه النبي إلى أبيّ بن كعب فقرأه عليه ، فأمره النبي ( ص ) أن يكتم الخبر ولا يحدث أحداً بما فيه .
وعاد النبي إلى المدينة ، وقصد دار سعد بن الربيع ، وقص له ما بعث به العباس ، وأمره بالكتمان ، فقال سعد : والله إني لأرجو أن يكون في ذلك خير .
نزول قريش قرب المدينة
أما قريش ، فقد تابعت سيرها حتى بلغت العقيق ، ونزلت في سفح جبل على خمسة أميال من المدينة ، ثم ساروا حتى نزلوا في مقابل المدينة بمكان يدعى : « ذو الحليفة » فتركوا خيلهم وإبلهم ترعى في زروع المدينة المحيطة بها .
وبعث النبي ( ص ) أنس ومؤنس ابني فضال يستطلعان له الخبر ، فألفياهم قد قاربوا المدينة واطلقوا الخيل والإِبل في الزروع المحيطة بها .
وبعث رسول الله بعدهما الحباب بن المنذر سراً ، وقال له : إذا رجعتَ فلا تخبرني بخبرهم بين الناس ، إلا ان ترى فيهم قِلّة ! فذهب حتى دخل بينهم ، ووقف على عددهم وعدتهم ، فرجع وأخبره بحالهم . (١)
فقال ( ص ) : لا تذكر من أمرهم شيئاً ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، اللهم بك أصول وبك أجول .
النبي يستشير أصحابه
واستشار
النبي ( ص ) أصحابه بشأن الخروج لملاقاة العدو ، فأشار عليه
____________________
(١) : سيرة المصطفى ٣٩٣ ـ ٣٩٤ .