يديه . (١) وركب رسول الله ( ص ) فرسه ، وكان عدد المقاتلين ألفاً بينهم مائة دارع .
فلما كان بين المدينة وأحد ، عاد عبد الله بن أبي بثلث الناس ، فقال : أطاعهم محمد وعصاني ، وكان أتباعه من أهل النفاق والريب .
ومضى رسول الله ( ص ) مع الصبح حتى بلغ أحداً ، فاجتازوا مسالكها ، وجعلوها بين أظهرهم وجعل الرماة وراءه وهم خمسون رجلاً ، وكان من جملتهم المقداد بن الأسود ، وأقر عليهم عبد الله بن جبير ، وقال له : إنضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خلفنا ، واكد عليهم أن يلزموا مكانهم حتى ولو قتل المسلمون عن آخرهم .
وجعل رسول الله ( ص ) يمشي على رجليه يسوي تلك الصفوف ، ويبوىء أصحابه للقتال ، يقول : تقدم يا فلان ، وتأخر يا فلان ، حتى انه ليرى منكب الرجل خارجاً فيؤخره . . حتى إذا استوت الصفوف ، سأل : من يحمل لواء المشركين ؟ قيل : بنو عبد الدار . قال : نحن أحق بالوفاء منهم . أين مصعب بن عمير ؟ قال : ها أنذا ! قال . خذ اللواء ، فأخذه مصعب بن عمير فتقدم به بين يدي رسول الله .
ثم نهى المسلمين أن يقاتلوا القوم حتى يأمرهم بالقتال .
خطبة النبي في أصحابه
ثم
قام رسول الله ( ص ) فخطب الناس ، فقال : يا أيّها الناس ، أوصيكم بما أوصاني الله في كتابه ، من العمل بطاعته والتناهي عن محارِمِه ، ثم أنكم اليوم بمنزل أجْر وذُخْرٍ لمن ذكر الذي عليه ثم وطّن نفسه له على الصّبر واليقين والجدّ والنشاط فإن جهاد العدو شديدٌ ، شديد كرْبُه ، قليل من يصبر
____________________
(١) هكذا في الطبري وفي الكامل ٢ / ١٥٢ .