ومنها : أن يعلم ان نقله ليس كنقل نظيره ، والاحوال فيهما متساويه فيعلم حينئذ انه كذب .
وأما ما لا يعلم ان مخبره على ما تناوله ، ولا انه على خلافه ، فعلی ضربین :
( أحدهما ) يجب العمل به . ( والاخر ) لا يجب العمل به . فما يجب العمل به على ضربين : ( أحدهما ) يجب العمل به عقلا . ( والاخر ) يجب ذلك فيه سمعاً . فما يجب العمل به عقلا نحو الاخبار المتعلقة بالمنافع (۱) والمضار الدنيوية ، فانه يجب العمل بها عقلا . وما يجب العمل به شرعاً كالشهادات والاخبار الواردة في فروع الدين اذا كانت من طرق مخصوصة ، ورواها من له صفة مخصوصة .
والضرب الثاني من الضربين الاولين ، وهو ما لا يجب العمل به فعلى ضربين : ( أحدهما ) يقتضى ظاهره الرد . ( والثاني ) يجب التوقف فيه ، ويجوز كونه كذباً وصدقاً على حد واحد ، ونحن نبين (۲) شرح ذلك فيما بعد ان شاء الله تعالى .
_________________________
(۱) قوله ( الاخبار المتعلقة بالمنافع الخ ) سيجيء تحقيق ما يدل العقل على وجوب العمل به من الاخبار المتعلقة بالمنافع والمضار الدنيوية في ( فصل في ذكر خبر الواحد ) .
(۲) قوله ( ونحن نبين الخ ) بينه في ثلاثة فصول (۳) .
_________________________
(٣) من هنا سقط من النسخة المطبوعة .