أحدها : أن ينظر في شيء (۱) فيحصل له العلم بغيره نحو نظرنا في الحوادث لنعلم ان لها محدثاً ، وهذا الوجه يختص العقليات ، لانها الطريق الى اثبات ذوات الاشياء دون الشرعيات التي هي طريق الى اثبات أحكامها .
وثانيها : (۲) أن ينظر في حكم الذات فيحصل له العلم بصفة لها ، وذلك نحو نظرنا في صحة الفعل من زيد .
_________________________
(۱) قوله ( أحدها أن ينظر في شيء ) الاستدلال في بوجود شيء في نفسه على وجود شيء آخر في نفسه . من قبيل القياس الاستثنائي الاتصالي . كأن يقال : كلما تحقق حادث تحقق محدثه ، لكنه تحقق الحادث .
ولو جعل الدليل الحدوث ، لا وجود الحادث في نفسه ، خرج عن مثاليته لهذا الضرب ، وصار القياس اقترانياً . بأن يقال : هذا الموجود حادث ، و كل حادث له محدث .
(۲) قوله ( وثانيها الخ ) المراد بالحكم ما قام بالفعل ، كالصحة ، والوجوب والحظر والاباحة . وبالصفة ما قام بغير الفعل . كالقدرة ، والسواد ، والبياض . أو المراد بالحكم أمر عدمي قائم بغيره . وبالصفة أمر وجودي قائم بغيره .
وانما كان صحة الفعل عدمياً لان المراد بصحة الفعل من زيد ، عدم الوجوب السابق لصدور ذلك الفعل عنه . ولا لتركه ، كما مر بيانه مفصلا في المقدمة الثانية ، من مقدمات بيان الحاجة ويقابله التعذر عليه .
قال
المصنف في الاقتصاد : انا نجد فرقاً بين من يصح منه الفعل ، وبين من يتعذر عليه . فلا بد من أن يكون من صح منه الفعل مختصاً بأمر ليس عليه