فتمثيله بما قلناه أولى (۱) .
والضرب الثالث أن ينظر في حكم لذات فيحصل لنا العلم بكيفية صفة لها نحو نظرنا في جواز العدم على بعض الذوات فيحصل لنا العلم بانها محدثة ، وهذا الذي ذكرناه أولى (۲) مما قاله قوم من انا ننظر في صفة لذات فيحصل لنا العلم بصفة اخرى لها لان جواز العدم ليس هو صفة ، وانما هو حكم من أحكامها وكونها محدثة ليس أيضاً بصفة ، وانما هو كيفية في الوجود .
فعلم بذلك ان ما قلناه أولى ، ومثاله في الشرعيات ان ننظر في أن شيئاً منها واجب فيحصل لنا العلم بأن له جهة وجوب .
_________________________
القوة ، والقدرة . كما مر نقله من المصنف ، فتغير القدرة في المشهورة بصحة الفعل ، والترك فيه مسامحة .
(۱) قوله ( فتمثيله بما قلناه أولى ) الاولى أن يقول بدله ، فتمثيل ما قلناه به أولى ، الا أن يقال : ضمير تمثيله راجع الى الضرب الاول ، وما قلناة عبارة عن النظر في الحوادث ، ليعلم ان لها محدثاً .
(۲) قوله ( وهذا الذي ذكرناه أولى الخ ) هذا مناقشة في اخراج المثال عن الضرب الثالث ، وجواز العدم ليس صفة . لانه سلب ضرورة الوجود ، و وجه كونه أولى دون الصواب ، ان الصفة قد تعمم بحيث تتناول العدميات أيضاً ، وكما ان الحدوث يمكن أن يجعل صفة للوجود ، وهو الظاهر يمكن أن يجعل صفة للذات ، وهو كون وجوده حادثاً .