وطريق النظر في الوجوه الثلاثة التي قدمنا ذكرها (۱) .
وقال قوم في العلوم
التي تقع عن نظر (۲) ما يسمى استدلالا :
_________________________
ونقل في الشرح الجديد للتجريد عن المعتزلة ، في بيان انه ليس من فعل الله تعالى انه مكلف به ، ولا تكليف بفعل الغير (٣) . ومرادهم انه لو كان من فعل الله لما أمكن التكليف بشيء منه . ومعلوم ان كل كسبي يكون مكلفاً به في ابتداء النظر ، فهو مكلف به استدامة وحين تذكر النظر .
ثم الموصول في قوله ( التي تحصل من غير نظر ) ينبغي أن يكون صفة للضرب الثاني . فالاولى ( الذي ) بدل ( التي ) وكأنه من تغيير الناسخ . وانما قيد بالمنتبه احترازاً عن القسمين الاولين من الاربعة .
وينبغي أن يقيد سبق النظر بعدم صيرورته نسياً منسيا ، للاحتراز عن القسم الرابع أيضاً ، وانما تركه هنا اعتماداً على قوله فيما بعد ( عند ذكره الادلة ) .
والمراد بالذكر : التذكر مطلقاً أو التذكر الذي هو بالقصد والاختيار ، دون التذكر السائح للنفس ، بقرينة أنه قال : ( عند ذكره الادلة ) ولم يقل ( عند ذكره الدلالة ) فانه اشعار بأن النظر في معرفة الله تعالى ، يستحيل أن يكون نسياً منسياً .
(۱) وقوله ( طريق النظر ) اما منصوب ، معطوف على مفعول الذكر ، والجار والمجرور حينئذ متعلق بـ ( النظر ) . واما مرفوع على انه مبتدأ ، وخبره الجار والمجرور ، ومعناه حينئذ ان تذكر النظر ليس بنظر ، فان طريق النظر . منحصر في الوجوه الثلاثة ولا يخفى ان الاولى حينئذ اسقاط الجار .
(۲) قوله ( في العلوم التي تقع عن نظر ) هي القسم الاول من العلم المكتسب
_________________________
(۳) الشرح الجديد للتجريد ، البحث في الكيفيات النفسانية ، في شرح قول الماتن : ( وحصول العلم عن الصحيح واجب ) .