السلام : لا يشفعون إلا لمن إرتضى الله دينه.
اقول : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنما شفاعتي ، هذا المعنى رواه الفريقان بطرق متعددة عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد مر إستفادة معناه من الآيات.
وفي تفسير العياشي : عن سماعة بن مهران عن أبي ابراهيم عليهالسلام : في قول الله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ، قال : يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين عاما ويؤمر الشمس ، فيركب على رؤوس العباد ، ويلجمهم العرق ، ويؤمر الارض لا تقبل من عرقهم شيئا فيأتون آدم فيستشفعون منه فيدلهم على نوح ، ويدلهم نوح على إبراهيم ، ويدلهم إبراهيم على موسى ، ويدلهم موسى على عيسى ، ويدلهم عيسى فيقول : عليكم بمحمد خاتم البشر فيقول محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا لها فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق فيقال له : من هذا ؟ والله أعلم فيقول محمد ، فيقال : افتحوا له فإذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا فلا رفع رأسه حتى يقال له : تكلم وسل تعط وإشفع تشفع فيرفع رأسه ويستقبل ربه فيخر ساجدا فيقال له مثلها فيرفع رأسه حتى أنه ليشفع من قد أحرق بالنار فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الامم أوجه من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو قول الله تعالى : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا.
أقول : وهذا المعنى مستفيض مروي بالاختصار والتفصيل بطرق متعددة من العامة والخاصة ، وفيها دلالة على كون المقام المحمود في الآية هو مقام الشفاعة ، ولا ينافي ذلك كون غيره صلىاللهعليهوآلهوسلم من الانبياء ، وغيرهم جائز الشفاعة لامكان كون شفاعتهم فرعا لشفاعته فافتتاحها بيده صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي تفسير العياشي أيضا : عن أحدهما عليهالسلام : في قوله تعالى : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ، قال : هي الشفاعة.
وفي تفسير العياشي أيضا : عن عبيد بن زرارة قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن المؤمن هل له شفاعة ؟ قال : نعم فقال له رجل من القوم : هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يومئذ ؟ قال : نعم إن للمؤمنين خطايا وذنوبا وما من أحد إلا يحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ. قال : وسأله رجل عن قول رسول الله : أنا سيد ولد آدم ولا