والتكبّر على الأشرار إذا كان طريقا إلى الحسبة. فالتكبّر : مقابل التواضع ، وهو استحقار الصغار والكبار من الأشرار ، والحسبة هنا ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسمّيت حسبة ؛ لأنّها تفعل احتسابا لله وتقرّبا إليه.
والتواضع والتكبّر هنا متعلّقان بالمندوب والمكروه ؛ إذ لو تعلّقا بالواجب والحرام لزم عدّهما في الواجب ؛ لأنّ وسيلة الشيء تكتسي صفته.
والنظر في العاقبة : وهي ما يعقب الشيء ويلزمه من حسن أو قبيح ، وهو يوجب التحرّز.
وتجنّب المريب : فإنّ ملاقاة بسرقة مثلا ، أو زنى أو غيبة توجب الريبة.
لا تصحب النطف المريب |
|
فقربه إحدى الريب |
واعلم بأنّ ذنوبه |
|
تعدي كما يعدي الجرب |
والمكافأة على المعروف : معروف.
والعفو عن المظلمة : يدخل في قبول الشفاعة والمعذرة ، إلاّ أنّه هنا قد يكون ابتداء بغير توسّط ذينك.
وشرف النفس : ارتفاعها عن الرذائل.
وعلوّ الهمّة : التوطين على عدم الرضى لنفسه بدون الغاية.
واحتمال الأذى : الصبر عليه مع القدرة على زواله ، إذا لم يؤدّ ذلك إلى الهوان.
ومداراة الناس : التلطّف بهم قولا وفعلا ، ومنه انقيادهم له ، وكفّ أذاهم عنه ( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (١).
والأمر بالحسن والترغيب فيه ، والنهي عن المكروه ، وهذان فيما لم يبلغ الواجب كما عرفت.
والفحص عن الأمور : هو التفتيش ، وفائدته معرفة ما يتمّ به معاشه ومعاده ، وهو قريب من الفكر في العاقبة.
والعمليّ فعل مقتضاها : يعني إدخال تلك الأمور في الوجود الخارجي.
__________________
(١) آل عمران (٣) : ١٥٩.