بالمعروف ، وينهى عن المنكر » (١) ومعنى السلب هو قلة الحظ من الدين. وصفة الإسلام والايمان لا تسلب إلاّ ممن لا يؤدي واجبا.
ودلّت الروايات على وجوب نشر العلم وتعليم الجهّال ، ونشر العلم يتحقّق بتبيان العقيدة الصحيحة وأحكام الشريعة كما أنزلت وهي مظهر من مظاهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « ما أخذ اللّه سبحانه على الجاهل أن يتعلّم حتى أخذ على العالم أن يُعَلم » (٢).
ومن مظاهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محاربة البدع وذلك عن طريق اثبات مخالفتها للعقيدة والشريعة ، ثم تبيان الرأي الأصوب والحكم الأصوب والسلوك المنسجم مع المبادئ والقيم الإسلامية. ومحاربة البدع واجبة كما أكّد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : « اذا ظهرت البدعة في أُمتي فليظهر العالم علمه ، فإن لم يفعل فعليه لعنة اللّه » (٣).
فلو لم يكن اظهار العلم واجبا لما استحقّ تاركه اللعنة.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الفرائض العظيمة التي تتوقف عليها اقامة جميع الفرائض كما بيّن ذلك الإمام محمد الباقر عليهالسلام : « إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصالحين ، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحلّ المكاسب ، وتردّ المظالم ، وتعمّر الأرض ، وينتصف من الاعداء ، ويستقيم الأمر ، فانكروا
__________________
١) الترغيب والترهيب ٣ : ٢٣٢. وبنحوه في : جامع أحاديث الشيعة ١٤ : ٣٩٦.
٢) تصنيف غرر الحكم : ٤٥.
٣) المحاسن : ٢٣١.