والورع والاجتهاد، فرغّبوا الناس في دينكم وفيما أنتم فيه (١) ».
ومن الرفق طرح المفاهيم والقيم الإسلامية بشكل شيّق وجذّاب ، وبمرونة ويسر ، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يسّروا ولا تعسّروا ، وسكّنوا ولا تنفّروا (٢). فالإسلام واضح في عقيدته ومنهجه في الحياة فلا تعقيد ولا تعسير. قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا حدّثتم الناس عن ربّهم ، فلا تحدّثوهم بما يفزعهم ويشقّ عليهم » (٣).
فينبغي التحدث عن لطف اللّه تعالى ورأفته ورحمته وغفرانه أكثر من الحديث عن عقوبته وغضبه ؛ لكي لا يدّب اليأس والقنوط في نفوس المذنبين والعاصين.
وقال الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام : « قولوا ما قيل لكم ، وسلموا لما روي لكم ولا تكلِّفوا ما لم تُكلَّفوا ، فإنّما تبعته عليكم فيما كسبت أيديكم ولفظت ألسنتكم ، أو سبقت إليه غايتكم » (٤).
ومن الرفق عدم الاشارة إلى اسماء المخالفين لمفاهيم الإسلام وقيمه ، وعدم تشخيصهم أمام الناس ، لمنحهم فرصة جديدة للاستقامة ، فكان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أراد أن يوضّح اخطاء البعض يقول : « ما بال أقوام قالوا كذا وكذا » (٥).
__________________
١) الخصال ٢ : ٣٥٤ ـ ٣٥٥.
٢) مسند أحمد بن حنبل ٣ : ٥٨٧.
٣) الفتح الكبير ١ : ١٠١.
٤) تحف العقول : ١٠٤.
٥) مسند أحمد بن حنبل ٤ : ١٢٦.