لا نطبق دليل الحجّية على اخبار الصفار الثابت بخبر الكليني لأنّه اثبات تعبدي ظاهري لا واقعي أي حكومة ظاهرية وقد عرفت انّه في الحكومة الظاهرية يكون اثبات أثر المخبر به بنفس التعبد بحجية الاخبار أي بنفس حجّية خبر الكليني لا بحجية اخرى.
نعم ، لابد أن يكون لاخبار الصفار بوجوده الواقعي ذلك الأثر ، إلاّ انّه من الواضح انّ الوجود الواقعي لخبر الصفار ليس في طول اخبار الكليني فاشكال الطولية لا يتم إلاّبتقريب واحد وهو التقريب الأوّل حسب تقريرنا كما ذكر صاحب الكفاية أيضاً.
وينبغي في الجواب عليه الجمع بين جواب الكفاية بلحاظ عالم الجعل وجواب الانحلال بلحاظ عالم المجعول.
ص ٣٩٩ قوله : ( الاولى في تحقيق حال أصل هذه التوقّفات المذكورة ... ).
حاصل المقصود أنّ الدليلين المتعارضين إذا كان كل منهما يرفع حجّية الآخر فهذا هو الذي سوف نصطلح عليه في بحث التعارض بالورود من الجانبين في الحكمين الذين لا يمكن اجتماعهما معاً سواءً كانا واقعيين أو ظاهريين كالحجية في المقام.
وسوف يأتي انّه لا يمكن أن يكون كل منهما متوقفاً على عدم حجّية الآخر بالفعل لأنّ هذا بنفسه التمانع بين شيئين وحكمين وهو دور محال سواء في التكوينيات كالضدين أو الأحكام فلابد وأن يكون أحدهما على الأقل متوقفاً على عدم الآخر في نفسه أي لولا الأوّل فإن كان كل منهما كذلك فلا يكون شيء منهما ثابتاً أي لا تثبت لا حجّية السيرة ولا حجّية الآيات وإن كان أحدهما كذلك