فلا هتك واقعاً للمولى وإنّما تخيّل الهتك إذ لا مخالفة لأمره فحيثية الاحترام وأدب العبودية لابد لها من اضافة إلى المولى زائداً على الوصول بأن يكون هناك الزام وتكليف للمولى ويكون واصلاً إلى المكلّف فيكون خروجه عليه خروجاً على المولى ومضافاً إليه ، وامّا حيث لا الزام فلا خروج على المولى وإنّما توهم الخروج عليه.
وإن شئت قلت : انّ العقل يدرك أنّ القبح في مورد المعصية إنّما هو بملاك المخالفة لالزام المولى الواصل للمكلف ، بحيث يكون عنوان المخالفة وهتك أمره الذي هو أمر واقعي محفوظاً وملحوظاً في حكمه بالقبح ، بينما على التقدير الآخر يكون الملحوظ فيه فعل ما يقطع بكونه مخالفة ، سواءً كان مخالفة في الواقع أم لا.
ولعلّ هذا هو مقصود بعض الأعلام من انّ ادراكنا للقبح إنّما هو لمحض عنوان المخالفة لا الهتك والخروج فإنّه لابد وأن يريد بذلك المخالفة الواصلة الذي هو التصور الثاني.
فالحاصل : ما ذكر من انّ ملاك القبح ليس هو دفع المصلحة أو الاضرار بالمولى بل ترك الاحترام وهتك رسم العبودية وإن كان صحيحاً إلاّ أنّ هذا الهتك يتحقق بمخالفة أمر المولى ونهيه وإهماله ، فإنّ تعظيم المولى يكون بامتثال أمره ، وهتكه يكون بهدر أمره ، وهو غير المصلحة والمضرة ، فهناك أمر آخر موضوعي غير المصلحة والمضرة يكون الهتك وعدم الاحترام بلحاظه معقولاً.
ودعوى : أنّ الاحترام والتعظيم والهتك والاساءة تمام الموضوع فيه العلم والوصول غير مقبولة لوضوح أنّ هذه العناوين أيضاً مما يعقل فيه الخطأ