عَن سَيِّئَةِ ما عِنْدي بِحُسْنِ مَا عِنْدَكَ ، وَلا تَفْجَعْني بِنَفْسي ، وَلا تَفْجَعْ لي حَمِيماً ، وَهَبْ لي يا إلهي لَحْظَةً مِنْ لحَظَاتِكَ ، تَكْشِفُ عَنِّي جَمِيعَ ما بِهِ ابْتَلَيْتَني ، وَتَرُدُّ بِهَا عَلَيَّ ما هُوَ أَحْسَنُ عَادَتِكَ عِنْدِي ، فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتِي ، وَقَلَّتْ حِيلَتي ، وَانْقَطَعَ مِنْ خَلْقِكَ رَجَائي ، وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ رجَاؤُك وَتَوَكُّلي عَلَيْكَ ، وَقُدْرَتُكَ عَلَيَّ ، يا رَبُّ إنْ تَرْحَمْني وَتُعَافِنِي كَقُدْرَتِكَ عَلَيّ إنْ تُعَذَّبْني ، وَتَبْتَلِني.
إلهي : ذِكْرُ عَوَائِدِكَ يُؤْنِسُني ، وَالرَجَاءُ لإِتْمَامِهَا يُقَوِّيَني ، وَلَمْ أَخْلُ مِنْ نِعَمِكَ مُنْذُ خَلَقْتَني ، وَأَنْتَ رَبِّي ، وَسَيِّدي ، وَمُفْزَعي وَمَلْجَئي ، وَالحَافِظُ لي ، وَالذَّابُ عَنِّي ، وَالرَّحِيمُ بي ، وَالمُتَكَفّلُ بِرِزْقي ، وَفي قَضَائِكَ وَقُدْرَتِكَ ، كُلَّ ما أَنَا فِيهِ ، فَليَكُنْ يا سَيِّدي وَمَوْلَايَ في ما قَضَيْتَ ، وَقَدَرْتَ ، وَحَتَمْتَ تَعْجِيلَ خَلَاصِي مِمَّا أَنَا فِيهِ جَمِيعِهِ ، وَالعَافِيَةِ لي ، فَإني لا أَجِدُ لِدَفْعَ ذلِكَ أَحَداً غَيْرَكَ ، وَلَا أَعْتَمِدُ فِيهِ إلاَّ عَلَيْكَ ، فَكُنْ يا ذَا الجَلَالِ عَنْدَ أَحْسَنِ ظَني بِكَ ، وَرَجَائي لَكَ ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَاسْتِكَانَتِي ، وَضَعْفَ رُكْنِي ، وَامْنُنْ بِذلِكَ عَلَيَّ ، وَعلى كُلِّ دَاعِ دَعَاكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ... » (١)
٥ : ـ قال عليهالسلام : كان أبي يقول :
« اللّهُمَّ ، أَلْبِسْني العَافِيَةَ حَتَّى تُهْنِئَني المَعِشَةَ ، وَارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ ما تُغْنِينِي بِهِ عَنْ سَائِرِ خَلْقِكَ ، وَلا أَشْتَغِلُ عَنْ طَاعَتِكَ لِبَشَرٍ سِوَاكَ .. » (٢)
وطلب الامام عليهالسلام ، في هذا الدعاء ، من الله تعالى ، أن يمنحه
__________________
١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٥٨.
٢ ـ قرب الاسناد ( ص ٧ ).