المعاملات ، وحينما توفى قام جده لأمه وكان واسع الثراء ـ على رعايته ، فما أن توفى حتى آل إليه من ثروته ما مكنه من التفرغ للكتابة والتأليف ، وكانت تصانيفه مقبولة ، حبيبة إلى الناس ، تباع بأغلى الأثمان.
وفى أخريات أيامه ابتنى للصوفية خانقاه صغيره ، كانت مشهورة فى نيسابور وفى ما جاورها أو بعد عنها من أقاليم مملكة الاسلام ، حتى أن الخطيب البغدادي حين ذهب إلى نيسابور زار هذه الدويرة التي كان يسكنها الصوفية يومئذ ..
أما عن تفسيره فإن له طابعا خاصا هو طابع التفاسير الصوفية الخالصة ، إن كل اتجاهه كان منحصرا فى جمع ما يتيسر من آراء الصوفية حول آيات من القرآن الكريم ، وهو لذلك ليس تفسيرا مفصلا لكل آية من آيات القرآن الكريم ، وليس تحليلا لفظيا أو بيانا لحكم شرعي.
وهو لذلك يمثل فهمّا خاصا لقوم مخصوصين فيما يتصل بتفسير القرآن الكريم ، أو الحديث عن بعض الفهوم المستنبطة منه.
ومثل هذا المنهج فى التأليف قد لا يستسيغه من يقصر الفهم فى القرآن على ظاهر الآيات ، ومن هنا كانت الحملة الشديدة العنيفة على هذا الكتاب ، حتى لقد قال الذهبي ليته لم يصنفه.
وإذا ما تاملنا فى سر هذه الحملة فإننا نجد أن أساسها لا يرجع إلى فساد ما نقله فى نفسه ، وإنما إلى ربطه بالآية كفهم لها أو تعبير عن بعض ما تشير إليه.
قال التاج السبكي : وكتاب حقائق التفسير المشار إليه قد كثر الكلام فيه ، وقيل أنه اقتصر فيه على ذكر تأويلات ومجال الصوفية ينبو عنها ظاهر اللفظ.
ولقد اطلعنا على الكتاب وهو مخطوط لم يطبع بعد ولكن توجد منه نسخ كثيرة ومنها فى مكتبة الأزهر وغيرها فوجدناها لا تخرج عن كلام الصوفية