ويرفع الله الكعبة والمسجد الحرام إلى السماء وأنسى في مثل ذلك الزمان القرآن حتى لا يوجد فيهم للقرآن حافظ ولشيء من تمجيد الله ذاكر فحينئذ يرفع الله عز وجل حجته من الأرض فتسيخ بأخلها وتسير جبالها وتسجر بحارها وتبعثر قبورها ويكور عن السماء شمسها وينكدر نجومها وينتثر كواكبها فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ثم قال عليهالسلام معاشر شيعتي إذا طلع هلال شهر رمضان فلا تشيروا إليه بالاصابع ولكن استقبلوا القبلة وارفعوا ايديكم إلى السماء وخاطبوا الهلال وقولوا : « ربنا وربك الله رب العالمين اللهم اجعله علينا هلالا مباركا ووفقنا لصيام شهر رمضان وسلمنا فيه وتسلمنا منه في يسر وعافية واستعملناه فيه بطاعتك انك على كل شيء قدير » فما من عبد فعل ذلك إلا كتبه الله تبارك وتعالى في جملة المرحومين وأثبته في ديوان المغفورين ولقد كانت فاطمة سيدة نساء العالمين عليهاالسلام تقول ذلك سنة فإذا طلع هلال شهر رمضان فكان نورها يغلب الهلال يخفى فإذا غابت عنه ظهر (١).
٨٥ ـ حدثنا محمد بن علي ما جيلويه قال : حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم قال : حدثني محمد بن علي القرشي قال : حدثنا أبو الربيع أخبر به عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال : قال عبد الله بن عباس : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول، وذلك في شهر رمضان : إن الله جل جلاله يقول كل ليلة من هذا الشهر : وعزتي وجلالي لقد أمرت ملائكتي بفتح أبواب سموات للداعين من عبادي وإمائي فمالي أرى عبدي الغافل ساهيا
____________
(١) أخرج في الوسائل عين السند الرقم ٥ في الباب التاسع عشر من ابواب أحكام شهر رمضان عن كتاب فضائل شهر رمضان وأهمل ذكر الحديث.