فأنظرته ثم أتيته متقاضيا قال فقال لي إن هذا الذي تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح في دهره مرة.
______________________________________________________
حتى امتلاء الطشت ثم قال لي : اقطع فقطعت وغسل يده وشدها وردني إلى الحجرة وقدم من الطعام الحار والبارد شيء كثير ، وبقيت إلى العصر ثم دعاني فقال : سرح ودعا بذلك الطشت فسرحت وخرج الدم إلى أن امتلاء الطشت ، فقال : اقطع فقطعت وشد يده وردني إلى الحجرة ، فبت فيها فلما أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطشت وقال : سرح فسرحت ، فخرج مثل اللبن الحليب إلى أن امتلاء الطشت ، فقال : اقطع فقطعت وشد يده ، وقدم لي تخت ثياب وخمسين دينارا وقال : خذ هذا وأعذر وانصرف ، فأخذت وقلت : يأمرني السيد بخدمة قال : نعم تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول ، فصرت إلى بختيشوع وقلت له القصة ، فقال : أجمعت الحكماء على أن أكثر ما يكون في بدن الإنسان سبعة أمنان من الدم وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجبا وأعجب ما فيه اللبن ، ففكر ساعة ثم مكثنا ثلاثة أيام بلياليها نقرأ الكتب على أن نجد لهذه القصة ذكرا في العالم وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجبا وأعجب ما فيه اللبن ، فكر ساعة ثم مكثنا ثلاثة أيام بلياليها نقرأ الكتب على أن نجد لهذه القصة ذكرا في العالم فلم نجد ، ثم قال : لم يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول ، فكتب إليه كتابا يذكر فيه ما جرى ، فخرجت وناديته فأشرف علي وقال : من أنت؟ قلت : صاحب بختيشوع ، قال : معك كتابه؟ قلت : نعم ، فأرخى لي زبيلا فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب ونزل من ساعته فقال : أنت الرجل الذي فصدت؟ قلت : نعم ، طوبى لأمك وركب بغلا ومر فوافينا سر من رأى وقد بقي من الليل ثلثه ، قلت : أين تحب دار أستاذنا أو دار الرجل؟ قال : دار الرجل ، فصرنا إلى بابه قبل الأذان ففتح الباب ، وخرج إلينا غلام أسود وقال : أيكما راهب دير العاقول؟ فقال : أنا جعلت فداك ، فقال : أنزل ، وقال لي الخادم : احتفظ بالبغلتين وأخذ بيده ودخلا ، فأقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار ، ثم خرج الراهب وقد رمى بثياب الرهبانية ولبس ثيابا بيضا وقد أسلم ، فقال : خذني الآن إلى دار أستاذك ، فصرنا