أوصى يزيد بن عبد الله بدابة وسيف ومال وأنفذ ثمن الدابة وغير ذلك ولم يبعث السيف
______________________________________________________
إنما اخترناك لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتك وكرمك فاعمل على أن لا تخرجه من يديك إلا بحجة ، فحمل إلى ذلك المال في صرر باسم رجل رجل فحملت ذلك المال وخرجت ، فلما وافيت قرميسين كان أحمد بن الحسن بن الحسن مقيما بها فصرت إليه مسلما فلما لقيني استبشر بي ثم أعطاني ألف دينار في كيس وتخوت ثياب من ألوان معلمة لم أعرف ما فيها ، ثم قال لي : احمل هذا معك ولا تخرجه عن يدك إلا بحجة.
فلما وردت بغداد لم تكن لي همة غير البحث عمن أشير إليه بالنيابة فأشاروا إلى الباقطاني وإسحاق الأحمر وأبي جعفر العمري فأتيت الباقطاني وإسحاق الأحمر وأخبرتهما فلم يأتيا بحجة فصرت إلى أبي جعفر ، فوجدته شيخا متواضعا قاعدا على لبد في بيت صغير فسلمت فرد الجواب ، فلما أخبرته بالحال قال : إن أحببت أن يصل هذا الشيء إلى من يجب أن يصل إليه ، تخرج إلى سر من رأى وتسأل عن دار ابن الرضا وعن فلان بن فلان الوكيل ، وكانت دار ابن الرضا عامرة بأهلها فإنك تجد هناك ما تريد ، قال : فمضيت نحو سر من رأى وصرت إلى الدار ، وسألت عن الوكيل ، فذكر النواب أنه مشتغل في الدار وأنه يخرج آنفا فخرج بعد ساعة فقمت وسلمت عليه فأخذ بيدي إلى بيت كان له ، وسألني عن حالي ، وعما وردت له فعرفته أني حملت شيئا من المال من ناحية الجبل واحتاج أن أسلمه بحجة ، فقال : نعم ، ثم قدم إلى طعاما وقال لي : تغد بهذا واسترح ، قال : فأكلت ونمت فلما كان وقت الصلاة نهضت وصليت وذهبت إلى المشرعة فاغتسلت وزرت وانصرفت إلى بيت الرجل وسكنت إلى أن مضى من الليل ربعه ، فجاءني ومعه درج فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم وافى أحمد بن محمد الدينوري وحمل ستة عشر ألف دينار في كذا وكذا صرة ، فيها صرة فلان بن فلان كذا وكذا دينارا ، وصرة فلان بن فلان