ورسول الله من الله بسبب فقال له الراهب أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن ما جاء به من عند الله حق وأنكم صفوة الله من خلقه وأن شيعتكم المطهرون المستبدلون ولهم عاقبة الله « وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » فدعا أبو إبراهيم عليهالسلام بجبة خز وقميص قوهي وطيلسان وخف وقلنسوة فأعطاه إياها وصلى الظهر وقال له اختتن فقال قد اختتنت في سابعي.
______________________________________________________
هنا الدين أو الولاية والمحبة ، فالمعنى أن شيعتنا على ديننا ونحن على دين رسول الله ورسول الله على دين الله الذي أنزله إليه ، وأن شيعتنا متصلون بنا اتصالا روحانيا ونحن متصلون برسول الله كذلك وهكذا ونحن وسيلة شيعتنا إلى الرسول ، وهو وسيلتنا إلى الله ، والمعاني كلها متقاربة.
« المستذلون » بالذال المعجمة المفتوحة أي الذين صيرهم الناس أذلاء كما قال تعالى : « وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ » (١) الآية ، وفي بعض النسخ بالمهملة المكسورة أي المستدلون بالبراهين على إمامتكم وسائر الأمور الدينية وفي بعض النسخ بزيادة الباء الموحدة والدال المهملة المفتوحة إشارة إلى قوله تعالى : « يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ » (٢) كما ورد أنهم الموالي يتبعون الأئمة عليهمالسلام ويوالونهم « ولهم عاقبة الله » أي تمكينهم في الأرض في آخر الزمان كما قال سبحانه : « وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ » (٣) والجبة بالضم ثوب قصير الكمين ، وفي القاموس : القوهي ثياب بيض وقوهستان بالضم كورة بين نيسابور وهراة ، وقصبتها قاين وطبس ، وموضع وبلد بكرمان قرب جيرفت ، ومنه ثوب قوهي لما ينسج بها ، أو كل ثوب أشبهه يقال له قوهي وإن لم يكن من قوهستان ، انتهى.
والطيلسان بتثليث اللام ثوب من قطن « في سابعي » أي سابع ولادتي ، وقيل : أي اليوم السابع من إسلامي ، وكان هذا القول بعد هذا المجلس ، وقيل : أي سبعة أيام قبل زمان التكلم ولا يخفى بعدهما.
__________________
(١) سورة القصص : ٥.
(٢) سورة التوبة : ٣٩.
(٣) سورة القصص : ٨٣.