حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس والإيمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام وما ظهر من العمل به والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة إن الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر والإسلام لا يشارك الإيمان
______________________________________________________
أنه إطلاقه الشائع ويحتمل التصديق القلبي فيكون إشارة إلى معنى آخر للإسلام ، ويحتمل أن يكون أصل معناه الإقرار القلبي وإن ترتبت الأحكام على الإقرار الظاهري ، بناء على الحكم بالظاهر ما لم يظهر خلافه ، لعدم إمكان الاطلاع علي القلب كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : فهل شققت قلبه؟ ولذا قال عليهالسلام وعلى ظاهره جماعة الناس فتأمل ، وعلى هذا فلا فرق بين الإيمان والإسلام إلا بالولاية والإقرار بالأئمة عليهمالسلام ، إذ في الإيمان أيضا يحكم بالظاهر والأول أظهر ، والمراد بالهدي الولاية والاهتداء بالأئمة عليهمالسلام وما يثبت في القلوب إشارة إلى العقائد القلبية بالشهادة الظاهرة الإسلامية فكلمة « من » في قوله : من صفة الإسلام ، بيانية ، ويحتمل أن يكون ابتدائية أي ما يسري من أثر الأعمال الظاهرة إلى الباطن ، وقوله : وما ظهر من العمل ، يدل على أن الأعمال أجزاء الإيمان وإن أمكن حمله على الشهادتين كما يومئ إليه آخر الخبر.
« أرفع من الإسلام » لأنه يصير سببا لإحراز المثوبات الأخروية أو لاعتبار الولاية فيه فيكون أكمل وأجمع.
قوله عليهالسلام : الإيمان يشارك الإسلام ظاهره أنه لا فرق بين العقائد الإيمانية والإسلامية ، والفرق بينهما أن في الإيمان يعتبر الإقرار الظاهري والتصديق الباطني معا بخلاف الإسلام فإنه لا يعتبر فيه إلا الظاهر فقط ، وقد يأول بأن المراد أن الإيمان يشارك الإسلام في جميع الأعمال الظاهرة المعتبرة في الإسلام مثل الصلاة والزكاة وغيرهما ، والإسلام لا يشارك الإيمان في جميع الأمور الباطنة المعتبرة في الإيمان ، لأنه لا يشاركه في التصديق بالولاية وإن اجتمعا في الشهادتين والتصديق بالتوحيد والرسالة ، قيل : ومنه يتبين أن الإيمان كالنوع والإسلام كالجنس ، وقد