الناس ، فمن جعل فيه هذه السبعة الأسهم فهو كامل ، محتمل ؛ وقسّم لبعض الناس السهم ولبعض السهمين ولبعض الثلاثة حتّى انتهوا إلى [ الـ ] سبعة ، ثمّ قال : لا تحملوا على صاحب السهم سهمين ولا على صاحب السهمين ثلاثة فتبهضوهم ثمّ قال :
______________________________________________________
وقالوا : الأول مرتبة أرباب الاستدلال كمن لم ير النار واستدل بالدخان ، والثاني مرتبة أصحاب المشاهدة والعيان كمن رأى النار بعينها بعينه ، والثالث مرتبة أرباب اليقين كمن كان في وسط النار واتصف بصفاتها وإن لم يصر عينها كالحديدة المحماة في النار فإنك تظنها نارا وليست بنار ، وهذا هي التي زلت فيها الأقدام وضلت العقول والأحلام وليس محل تحقيقها هذا المقام.
والرضا هو اطمئنان النفس بقضاء الله تعالى عند البلاء والرخاء وعدم الاعتراض عليه سبحانه قولا وفعلا في شيء من الأشياء.
والوفاء هو العمل بعهود الله تعالى من التكاليف الشرعية وما عاهد الله تعالى عليه وألزم على نفسه من الطاعات والوفاء ببيعة النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، والوفاء بعهود الخلق ما لم تكن في معصية ، والعلم هو معرفة الله ورسوله وحججه وما أمر به ونهى عنه ، وعلم الشرائع والأحكام والحلال والحرام ، والأخلاق ومقدماتها.
والحلم هو ملكة حاصلة للنفس مانعة لها عن المبادرة إلى الانتقام وطلب التسلط والترفع والغلبة.
« فهو كامل » أي في الإيمان محتمل لشرائطه وأركانه ، قابل لها كما ينبغي « ولا تحملوا على صاحب السهم سهمين » أي لما كانت القابليات والاستعدادات متفاوتة ولم يكلف الله كل امرئ إلا على قدر قابليته فلا تحملوا في العلوم والأعمال والأخلاق على كل امرئ إلا بحسب طاقته ووسعه كما مر : إنما يداق الله العباد في الحساب على قدر ما أتاهم من العقول في الدنيا.
نعم للأعلى أن ينقل الأدنى إلى درجته بالتعليم والتدريج والرفق حتى يصل إلى درجته إن كان قابلا لذلك كما سيأتي إن شاء الله ، وعلى الأدنى أن يسعى ويتضرع