تكلم به ونورا لمن استضاء به وعونا لمن استغاث به وشاهدا لمن خاصم به وفلجا لمن حاج به وعلما لمن وعاه وحديثا لمن روى وحكما لمن قضى وحلما لمن جرب ولباسا
______________________________________________________
« وشاهدا لمن خاصم به » إذ باشتماله على البراهين الحقة يشهد بحقية من خاصم به « وفلجا لمن حاج به » الفلج بالفتح الظفر والفوز كالأفلاج ، والاسم بالضم والمحاجة المغالبة بالحجة « وعلما لمن وعاه » أي سببا لحصول العلم وإن كان مسببا عنه أيضا في الجملة ، إذ العلم به يزداد ويتكامل « وحديثا لمن روي » أي يتضمن الإحاطة بالإسلام أحاديث وأخبارا لمن أراد روايتها ، ففي الفقرة السابقة حث على الدراية ، وفي هذه الفقرة حث على الرواية « وحكما لمن قضى » أي يتضمن ما به يحكم بين المتخاصمين لمن قضى بينهما « وحلما لمن جرب » الحلم بمعنى العقل أو بمعنى الأناة وترك السفه وكلاهما يحصلان باختيار الإسلام وتجربة ما ورد فيه من المواعظ والأحكام ، واختصاص التجربة بالإسلام لأن من سفه وبادر بسبب غضب عرض له يلزمه في دين الإسلام أحكام من الحد والتعزير والقصاص من جربها واعتبر بها تحمله التجربة على العفو والصفح وعدم الانتقام لا سيما مع تذكر العقوبات الأخروية على فعلها ، والمثوبات الجليلة على تركها وكل ذلك يظهر من دين الإسلام.
« ولباسا لمن تدبر » أي لباس عافية لمن تدبر في العواقب أو في أوامره ونواهيه بتقريب ما مر أو لباس زينة ، والأول أظهر وقد يقرأ تدثر بالثاء المثلثة أي لبسه وجعله مشتملا على نفسه كالدثار وهو تصحيف لطيف ، وفي النهج والكتابين ولبا لمن تدبر واللب بالضم العقل وهو أصوب « وفهما لمن تفطن » الفهم العلم وجودة تهيؤ الذهن بقبول ما يرد عليه ، والفطنة الحذق والتفطن طلب الفطانة أو إعماله ، وظاهر أن الإسلام والانقياد للرسول والأئمة عليهمالسلام يصير سببا للعلم وجودة الذهن لمن أعمل الفطنة فيما يصدر عنهم من المعارف والحكم ، وفي المجالس لمن فطن.
« ويقينا لمن عقل » أي يصير سببا لحصول اليقين لمن تفكر وتدبر يقال