.................................................................................................
______________________________________________________
كهمزة بالهمز « لمن أصلح » في القاموس : التؤدة بفتح الهمزة وسكونها الرزانة والتأني وقد اتأد وتؤاد ، وفي المصباح : اتئد في مشيه على افتعل اتئادا ترفق ولم يعجل ، وهو يمشي على تؤدة وزان رطبة وفيه تؤدة أي تثبت ، وأصل التاء فيها واو ، انتهى.
أي يصير الإسلام سبب وقار ورزانة لمن أصلح نفسه بشرائعه وقوانينه ، أو أصلح أموره بالتأني أو يتأنى في الإصلاح بين الناس أو بينه وبين الناس ، وفي بعض النسخ ومودة وهو بالأخير أنسب ، وفي المجالس ومودة من الله لمن أصلح ، وفي التحف ومودة من الله لمن صلح ، أي يؤده الله أو يلقي حبه في قلوب العباد كما قال سبحانه : « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا » (١).
« وزلفى لمن اقترب » الزلفى كحلبي القرب والمنزلة والخطوة ، والاقتراب الدنو وطلب القرب ، وكان المعنى : الإسلام سبب قرب من الله تعالى لمن طلب ذلك بالأعمال الصالحة التي دل عليها دين الإسلام وشرائعه ، وفي بعض النسخ لمن اقترن أي معه ولم يفارقه وكأنه تصحيف ، وفي المجالس والتحف : لمن ارتقب أي انتظر الموت أو رحمة الله أو حفظ شرائع الدين ، وترصد مواقيتها ، في القاموس : الرقيب : الحافظ والمنتظر والحارس ، ورقبة انتظره كترقبه وارتقبه ، والشيء حرسه كراقبه مراقبة وارتقب أشرف وعلا.
« وثقة لمن توكل » الثقة من يؤتمن ويعتمد عليه ، يقال : وثقت به أثق بكسرهما ثقة ووثوقا أي ائتمنته ووثق الشيء بالضم وثاقة فهو وثيق ، أي ثابت محكم وتوكل عليه أي الإسلام ثقة مأمون لمن وكل أموره إليه أي راعى في جميع الأمور قوانينه فلا يخدعه أو يصير الإسلام سببا لوثوق المرء على الله إذا توكل عليه ويعلم به أن الله حسبه ونعم الوكيل.
« ورجاء لمن فوض » أي الإسلام سبب رجاء لمن فوض أموره إليه أو إلى الله
__________________
(١) سورة مريم : ٩٦.