الله صلىاللهعليهوآله لأصحابه هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان ثم قال له الزم ما أنت عليه فقال الشاب ادع الله لي يا رسول الله أن أرزق الشهادة معك فدعا له رسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي صلىاللهعليهوآله فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر.
٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال استقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له كيف أنت يا حارثة بن مالك فقال يا رسول الله مؤمن حقا فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله لكل شيء حقيقة فما حقيقة قولك فقال
______________________________________________________
وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملأ الأعلى.
أراد عليهالسلام بما استوعره المترفون يعني المتنعمون رفض الشهوات البدنية وقطع التعلقات الدنيوية وملازمة الصمت والسهر والجوع والمراقبة ، والاحتراز عما لا يعني ونحو ذلك ، وإنما يتيسر ذلك بالتجافي عن دار الغرور ، والترقي إلى عالم النور ، والأنس بالله والوحشة عما سواه ، وصيرورة الهموم جميعا هما واحدا ، وذلك لأن القلب مستعد لأن يتجلى فيه حقيقة الحق في الأشياء كلها من اللوح المحفوظ الذي هو منقوش بجميع ما قضى الله تعالى به إلى يوم القيامة وإنما حيل بينه وبينها حجب كنقصان في جوهرة أو كدورة تراكمت عليه من كثرة الشهوات أو عدول به عن جهة الحقيقة المطلوبة ، أو اعتقاد سبق إليه ورسخ فيه على سبيل التقليد والقبول بحسن الظن ، أو جهل بالجهة التي منها يقع العثور على المطلوب ، وإلى بعض هذه الحجب أشير في الحديث النبوي : لو لا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماء.
الحديث الثالث : ضعيف على المشهور لا يقصر عن الصحيح عندي.
« مؤمن حقا » قوله : حقا مؤكد كقولهم : هذا عبد الله حقا ، والحاصل أني مؤمن حق الإيمان ، وكما ينبغي أن يكون المؤمن « فأسهرت ليلي » على صيغة