يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت هواجري وكأني أنظر إلى عرش ربي قد وضع للحساب وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في الجنة وكأني أسمع عواء أهل النار في النار فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله عبد نور الله قلبه أبصرت فاثبت فقال يا رسول الله ادع الله لي أن يرزقني الشهادة معك فقال : اللهم ارزق حارثة الشهادة فلم يلبث إلا أياما حتى بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله سرية فبعثه فيها فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ثم قتل
______________________________________________________
الغيبة بإرجاع الضمير إلى النفس أو على صيغة التكلم ، وكذا الفقرة التالية تحتمل الوجهين ، ويقال : تزاوروا أي زار بعضهم بعضا ، وقال في النهاية في حديث حارثة : كأني أسمع عواء أهل النار ، أي صياحهم والعواء صوت السباع وكأنه بالذئب والكلب أخص ، وفي القاموس : عوى يعوي عيا وعواءا بالضم لوى خطمه ثم صوت أو مد صوته ولم يفصح.
وقال : السرية من خمسة أنفس إلى ثلاثمائة أو أربعمائة ، وفي الصحاح : السرية قطعة من الجيش.
قوله : وفي رواية القاسم بن يزيد ، يحتمل الإرسال أو يكون الراوي عنه ابن سنان ، فيكون بحكم السند السابق.
ثم اعلم أن هاتين الروايتين تدلان على أن حارثة استشهد في زمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال بعضهم : وينافيه ما ذكر الشيخ في رجاله حيث قال : حارثة بن نعمان الأنصاري كنيته أبو عبد الله شهد بدرا وأحدا وما بعدهما من المشاهد ، وذكر هو أنه رأى جبرئيل عليهالسلام دفعتين على صورة دحية الكلبي أو لهما حين خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى بني قريظة ، والثاني حين رجع من حنين ، وشهد مع أمير المؤمنين عليهالسلام القتال ، وتوفي في زمن معاوية ، انتهى.
وهو خطاء لأن المذكور في الخبر حارثة بن مالك وجده النعمان ، وما ذكره الشيخ حارثة بن النعمان وهو غيره ، والعجب أن هذا الحديث مذكور في