فصار في حدّ من لا يحتجّ به » ).
وقال مسلمة بن قاسم : ( كان صدوقا وهو كثير الخطأ ، وله احاديث منكرة في الملاحم انفرد بها ).
وقال ابو الفتح الازدي : ( قالوا : كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزوّرة في ثلب ابي حنيفة كلّها كذب ).
[ راجع : تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٦٢ ]
وقد انصف العسقلاني ـ المؤلّف ـ حيث قال :
وحاشى الدولابي ان يتهم ، وإنمّا الشأن في شيخه الذي نقل ذلك عنه فانه مجهول متّهم ، وكذلك من نقل عنه الازدي بقوله : قالوا فلا حجة في شيء من ذلك لعدم معرفة قائله ».
[ تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٦٢ ]
( وبالجملة ) فان صحّ ان الكلام هو للدولابي : وانه كذّب الحكايات في ثلب ابي حنيفة فهو نابع من رأي شخصي ، فله آرائه الخاصة النابعة من مكانته الراسخة في الحديث والتأريخ ، وان كانت لا توافق غيره وخاصة من يخالفه في المذهب.
الأمر الثالث : ما أخذه عليه ابن عدي ـ أيضا ـ :
قال العسقلاني : ( وعاب عليه ابن عدي تعصّبه المفرط لمذهبه حتى قال في الحديث الذي رواه ابو حنيفة عن منصور بن زاذان عن المجلسى عن معبد الجهني عن النبي (ص) في القهقهة : معبد هذا هو ابن هوذة الذي ذكره البخاري في تاريخه.
قال ابن عدي : وهذا الذي قاله غير صحيح وذلك ان معبد بن هوذة أنصاري فكيف يكون جهنيا؟ ومعبد الجهني معروف ، ليس بصحابي ، وما حمل الدولابي على ذلك الا ميله لمذهبه ).
[ لسان الميزان ٥ / ٤٢ ]