قال : « يدور الحقّ حيثما دار علي » (١) لأنّ عليّاً عليهالسلام مظهر الحقّ ، وميزانه ، يعرف الحقّ بعليٍّ عليهالسلام ، وهو الحق المطلق والعدالة التّامّة ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا علي أنت مني بمنزلة هارونَ من موسى » (٢) ، وقد أبدى عن جهله وكشف عن عورته من زعم أنّ هذه الخلافة تختصّ بالمدينة المنوَّرة وفي زمن الرَّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّه شبّه عليّاً عليهالسلام بهارون عليهالسلام ، وقد خلّف موسى عليهالسلام في حياته ومات قبل أخيه موسى عليهالسلام ، لأنّ هذا القائل لم يفقه إلى قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إلا أنّه لا نبيَّ بعدي » وهو واضح غاية الوضوح وصريح في أنّ هذه المنزلة إنّما تكون بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا في حياته الشّريفة ـ وإن كان عليٌّ عليهالسلام خليفته في حياته وبعد مماته ـ ، إضافةً إلى أنّها نصّ صريح في أنّه عليهالسلام بمنزلة الأنبياء ، ولو انقطاع النّبوّة وختمها به صلىاللهعليهوآلهوسلم لكان عليٌّ نبيّاً قطعاً.
وكيف تجاهلوا قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا عليّ لا يُحبُّك إلا مؤمن ولا
__________________
(١) الاستغاثة ج ١ / ٩ ، ج ٢ / ٦٣ ـ ٦٤ ، إعلام الورى ج ١ / ٣١٦ ، مواقف الشيعة ج ٣ / ١١٢ الجمل ص ٣٦ ، عوالى اللئالىء ج ٢ / ١٣١ ، بحار الأنوار ج ٣٨ / ٢٩.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ج ٥٤ / ٢٢٦ ، ج ٧٠ / ٣٦ ، ينابيع المودة ج ١ / ٢٤٠ وج ٢ / ٨٦ ح ١٦١ وص ١٥٣ ح ٤٢٦ وص ٣٠٢ ح ٨٦٥ ، علل الشرائع ج ٢ / ٤٧٤ ، الخصال ص ٥٧٢ فمن ح ١.