الدرس الثالث عشر
القضاء والقدر
بسم الله الرّحمن الرّحيم
س) : تقدّم في الدّرس الماضي أنّ أفعالنا كلّها مخلوقة لله ـ تعالى ـ وأن لا تأثير ولاتأثر ، لا فعل ولا انفعال إلّا بعلم الله ـ تعالى ـ وإذنه وإرادته ومشيّته وأنه لا استقلالية لمخلوقٍ في فعله ، ألا يعني هذا سلب الإرادة والاختيار من الإنسان وكونه فاعلاً مجبراً بدل أن يكون فاعلاً مختاراً ؟! وكيف التوفيق بين هذا القول : ( وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) (١) الذي معناه سلب الاختيار ، وبين قوله ـ تعالى ـ ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) الذي معناه الاختيار التّام ؟ وكيف يحاسب الإنسان على فعل خلقه الله ـ تعالى ـ وما صدر منه دون اختياره ؟ وأخيراً أليس القضاء والقدر الإلهيّان يمنعان من الاختيار ، وحينئذٍ فالإنسان لا يستحقّ العقاب ؟!
__________________
(١) سورة الصافّات : ٩٦.