على سبيل اليقين ، ولكن في الأمور التفصيليّة كافّة أقصى ما يمكن أن يوصل إليه لا يرقى إلى أدنى درجات اليقين ، فلا بدّ من وجود عالم بالكتاب المنزل ، يكون هو المرجع في فهمه ، ولأنّ غيره من بقيّة البشر ليس لديهم العلم بالكتاب فلا يمكن لهم بحال من الأحوال اختيار العالم به ، فالجهل بالمعلوم جهل بالعالم به.
اذن اختيار العالم المرجع الذي هو الإمام لا يخلو إمّا من منزلِ الكتاب سبحانه أو الرسول المنزَل عليه ; لأنّه هو وحده من دون بقيّة البشر عالم بمن هو أعلم بالكتاب ، وحيث إنّ الرسول لا يفعل ولا يقول إلاّ بأمر من الله سبحانه فيكون تعيينه للإمام بعده بأمر الله سبحانه وتعالى.
فقال لي صاحبي : ما قلته أمر كلّي وقاعدة عامّة تنطبق على كلّ العصور ، وما قلته في ذلك لا غبار عليه ، فما جئت به أقوى الحجج ، وأكمل البراهين ، نوّر الله قلبك كما أنرت قلبي ، وأذهب عنك الشكّ والشبهة وآثارهما ، كما أذهبت ذلك عن قلبي ، غير أنّي أريد معرفة هذا الأمر بعد نبيّنا ورسولنا الأعظم محمّد عليهالسلام إذ معنى ما ذكرت استمرار وجود المعرِّف بعد رسولنا صلىاللهعليهوآله معيّناً من قبل الله سبحانه وتعالى.
ثم قال : من هو أكمل أهل زمان الرسول صلىاللهعليهوآله ؟ أليس هو أبو بكر ؟ ولكن ما قلته من شرط الكمال غير متحقّق فيه ، وهو مقرّ بذلك ، فكيف يستخلف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذه صفته ؟ وأين المعرِّف في زمننا هذا ؟