وأورده أيضاً ابن أبي شيبة في مصنّفه ونصّه : حدّثنا مطلب بن زياد ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كنّا بالجحفة بغدير خمّ ، إذ خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخذ بيد علي فقال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » (١) أَبَعدَ ما سمع ذلك مباشرة من المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول مقولته تلك ؟ فالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يوصي أمّته باتّباع الكتاب والعترة ، ويكرّر وصيّته قبل وفاته بلحظات حتّىٰ لا تضلّ الأمّة ويطلب ممّن حوله كتف ودواة لكي يكتب تلك الوصية حرصاً منه صلىاللهعليهوآلهوسلم وفجأة يخرج ذلك الشخص وبكل جرأة علىٰ مقام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقول : حسبنا كتاب الله !!
لا ليس هذا فحسب ، بل يتّهم الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم بما اتّهمه مشركوا قريش في بداية الدعوة من الهذيان ! سبحان الله ، نفس المنطق ونفس الأهداف.
بالله عليك إذا كنت معاصراً لتلك الأحداث ، وكنت ممّن تَشرّف بالوجود في تلك اللحظات ، وسمعت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمرك بأن تأتي له بورقة وقلم ، أو كتف ودواة ; ليكتب للأمّة كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، فهل كنت ستقول ما قاله ذاك الشخص ؟ أم ستسارع في تلبية الأمر ؟ قطعاً ستسارع في تلبية أمر حبيب الله ورسوله الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكن ما
_____________________
الحديث ـ : حديث صحيح بنظرية ، بل الأول منه متواتر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كما يظهر لمن تتبع اسانيده وطرقه وما ذكرت منها كفاية ، سلسلة الاحاديث الصحيحة ٤ : ٣٤٣ ، ٣٤٤ ، التعليق على الحديث رقم ١٧٥٠.
(١) المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٤٩٥ ، ٤٩٦.