الذي يمثّل إسلاميّة
وملتقى المسلمين في كلّ عام صفّاً واحداً يتعارفون خلاله ويمارسون اُسلوب التعايش السلمي رغم ما بينهم من بُعد المسافة المكانيّة واختلاف في الآراء والأفكار وحتّى المذاهب وبعض المعتقدات ، تجمعهم وحدة المعبود ، وحدة البيت الذي يطوفون حوله ، ووحدة النبيّ صلىاللهعليهوآله
، ووحدة الغاية والمصير ، عبادة تجمع مجمل العبادات ، وتتألّف من جملة منها ، فيها الصلاة ، وفيها الغُسل ، وفيها الوضوء ، وفيها الإمساك ، وفيها الصدقة ، وفيها الجهاد الأكبر ، وفيها صورة من الجهاد الأصغر ، وفيها صور ومشاهد من يوم القيامة والحشر والنشر ، حيث يخرج الحجّاج وما عليهم من الثياب والستر إلاّ الأكفان البيضاء ، ففي الحجّ منافع دنيويّة للمسلمين ومنافع اُخروية وترويض نفس وتزكية ، وعزوف عن الدُّنيا وزينتها ، وإعراض عن الأهل والأولاد ، وخروج من الديار والأوطان ، توكّل على الله تعالى ، وانقطاع تامّ إليه ، وهو سفر ورحلة من الخلق إلى الخالق ، ومن عالم الكثرات الماديّة إلى عالم الوحدة والبساطة الحقيقيّة ، وحركة تكامليّة نحو الكمال المطلق بالعبوديّة المطلقة وحقيقة العبوديّة ، والحاصل أنّه عبارة عن تطبيق عملي للدروس النظريّة التي نادى