بها ودعا الإسلام ونطقت به الشريعة المحمّدية السمحاء ؛ لأنّه ملتقى خير زمانٍ في أفضل مكان لتجلّي اُصول الدين ، وفروعه ومكارم الأخلاق ومحاسنه والآداب الإسلامية ، وامتزاج بعضها ببعض.
٦ ـ الجهاد ، وهو أعمّ من الدفاع والتصدّي ، والهجوم والقتال ضدّ الكفّار ومن حذى حذوهم وسار في ركبهم : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ ) (١) ، والفتنة هي الكفر ، والدفاع أو القتال ـ الهجوم ـ كلّ واحد منهما قد يكون حرباً حارّة أي قتالاً بالأجساد وحرباً أو دفاعاً بالأسلحة المادّيّة ، وقد تكون حرباً باردة ـ كما يطلق عليها اليوم ـ ، أي بوسائل الإعلام من الأسلحة العقليّة والبراهين ، وبالقلم واللسان والجدال بالتي هي أحسن وبالحوار ومقارعة الحجّة بالحجّة ودحض الحجج الباطلة ، فالجهاد إمّا بالأبدان والأرواح والأسلحة المادّيّة ، أو بالعلم والقلم البيان والإعلام والأسلحة المعنوية ، والنوعان مطلوبان بالوجوب كفايةً ، والإسلام كسائر الأديان والشرائع السماوية
__________________
(١) سورة البقرة : ١٩٣.