٣ ـ غضب الخلافة وسلبها من أهلها ، أعني سلب الخلافة من أهل بيت العصمة والطهارة ، وتصدّي من ليس بأهل للخلافة ؛ لضعف إيمانه وعقيدته ، ولجهله بالأحكام والقوانين الإسلاميّة ، ولوهنه في القيام بأعباء الخلافة وإدارة الدولة الإسلامية ، وضعفه في تطبيق الشؤون والقوانين الإسلاميّة ، إذ فاقد الشيء لا يعطيه.
ثالثاً : لا نقبل هذه الدعاوى على إطلاقها وسعتها ؛ لأنّها من مزاعم الأعداء وقام بتهويلها وتعظيمها المستشرقون في كتبهم ، وإن كنّا نذعن بوقوعها ولا ننكر أيضاً كثرتها وسوء دواعيها وفساد دوافعها وعواملها ولا قبحها ؛ لأنّها أضرّت كثيراً بالدعوة الإسلامية ، وصارت مادّة لطعنات أعداء الإسلام ، وسبباً في تأخّر المسلمين.
وأمّا الخبر المروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فإنّه إخبار عمّا
وقع ، وعن الحقيقة ، لا إنشاء عمّا يجب أن يكون. وبعبارة أوضح : أمّا مال خديجة فإنّها قُدّمت في هذا الحديث لأنّها تقدّمت في الزمان ، حيث أنّ النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله
لم يترك طريقة ولا اُسلوباً للهداية إلاّ مارسها وعمل بها في مكّة المكّرمة لتبليغ الرسالة ونشر الدعوة الإسلامية متحمّلاً في سبيل ذلك أشدّ العذاب وأقساه من