رايته قبل أن يرفرف على قمم هذه المعمورة ، حتّى تعود الجاهلية الجهلاء ، وترجع للشيطان الكرّة بعد الفرّة ، وإذا كان في مكّة حينذاك لم ينفع الدينّ شيءٌ في ديموميّته وبقاءه كمال خديجة عليهاالسلام ، فإنّ ما فرضته الظروف بعد الهجرة وإقامة الدولة الإسلامية من إعلان المشركين الحربَ على الإسلام والمسلمين ، ثمّ أهل الكتاب ومن جرى في فلكهم ، ـ هذه الظروف ـ فرضت على رسول الله صلىاللهعليهوآله المواجهة الصارمة والردّ بالمثل ، وحينئذٍ لم ينفع الإسلام شيءٌ في ديموميّة بقاءه واستمراريّته وحياته كسيف عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فالخبر المروي المذكور لا يعني سوى ما ذكرناه ، بل يؤكّد ما أكّدناه.
٧ و ٨ ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
، وهما الساقان والقدمان اللذان يعتمد عليها الدين ، لا شكّ أنّ القانون مهما كان عظيماً ومهما اُوتي من دقّة فإنّه لا يكون ضامناً للسعادة إلاّ بعد التطبيق ، ثمّ إنّ مجردّ التطبيق حدوثاً وآناً لا يكفي ، بل لا بدّ لتحقيق السعادة الدائمة من ديمومية التطبيق ودوام العمل ، ودوام الحال محال إلاّ بمداومة التذكير والتذكُّر والمواجهة والتصدّي ، وهي التي عبّر عنها الإسلام بالأمر بالمعروف والنهي