الله تعالى كالصلاة ونظائرها ، ولمّا لم يكن عبادة في ذاته فلا تتوقّف صحّته على قصد القربة ، ويكفي أن يقلِّد وإن لم يكن لوجه الله تعالى. نعم ، لو نوى وقَصَدَ التقرّب به إلى الله تعالى باعتبار الإتيان بالعمل العباديّ صحيحاً قد يحصل على الأجر والثواب ، بل لعلّه يستحقّه.
ملاحظة :
١ ـ هناك فرق بين معنى العادة والعبادة ومفهومهما ، بكون العادة في الخير أو العادة الحسنة عبارة عمّا يصدر من الإنسان من أفعال محبوبة عند الله تعالى لا يريد بها وجه الله تعالى والتقرّب إلى ذاته المقدّسة ، بل يأتي بها كثيراً واعتاد عليها ، وأمّا العبادة فهي تلك الأعمال التي اعتاد الإتيان بها قاصداً بها وجه الله تعالى ، أو قل إنّ العبادة هي تلك الأعمال التي فيها مطلوبيّة ورجحان ذاتيّين بقصد التقرّب إلى الله تعالى ، وأمّا عادة الخير فنفس تلك الأفعال مع خلوّها من قصد القربة إليه تعالى.
ويمكن جعل العادة الحسنة عبادة بكلّ
سهولة ويُسر ، فبإضافة قصد القربة إليها ، تصير العادات الحسنة عبادات ، ويثاب عليها فاعلها بعد أن كان يأتي بها عبثاً لا ثواب فيها ، وهي عبث ،