وإن كان يحصل من خلالها على منافع دنيويّة كبيرة ، وخسارة لا تعوّض ، إلاّ صارت عبادات واستحقّ فاعلها الأجر والثواب الاُخرويّين ؛ إذ كلّ منفعة دنيويّة مهما عظمت لا تقاس بمنفعة اُخروية صغيرة جزئيّة فكيف بالأجر العظيم ، وكلّ منفعة دنيويّة خالية من المنفعة الاُخروية ـ الأجر والثواب ـ فهي خسارة بالغاً ما بلغت.
س : ما معنى الصحّة والقبول ، وما الفرق بينهما ؟
ج : إعلم أنّ أعمال الإنسان وأفعاله ذوات جهتين ، جهة صحّة العمل ، وجهة قبول العمل ، أمّا جهة صحّة العمل فهي الجهة والكيفيّة الخاصّة التي إذا أتى بالفعل على نحوها سقط عنه التكليف ولا يعاقب على تركه ؛ لأنّه لم يتركه ، بل أتى به مطابقاً لشروط الصحّة فقط ، وستأتي تلك الشروط في محلِّها إن شاء الله تعالى ، وهي مذكورة في جميع الرسائل العمليّة.
وأمّا جهة قبول العمل فهي الجهة والكيفيّة التي إذا أتى بالفعل على طبقها قُبِلَ منه الفعل ، وإذا قُبل منه الفعل استحقّ الأجر والثواب.
فالعمل قد يكون صحيحاً إذا جيء به على
طبق الأحكام