وفي سبيل إبقائه ، وتبرير
جرائمه وانحرافه عن الشريعة الغراء ، وقد وصفتهم الأحاديث بـ وعّاظ السلاطين تارة ، وبعلماء السُّوء تارة اُخرى ، كما وصفهم عامّة الناس والغيارى على الدين بفقهاء البلاط وعلماء النظام ، وعمل تارة لدنياه لأنّه نصب نفسه خليفة لرسول الله صلىاللهعليهوآله
وحاكماً شرعياً على المسلمين ، وكان من أبجديات الحاكم الإسلامي النائب عن المعصوم عليهالسلام
أن يكون فقيهاً عادلاً ، فاضطرّ لكيلا يقع موضع السخرية والاستهزاء بين مواليه ، فضلاً عن مخالفيه ومعاديه ، إلى تقمّص هذه المرتبة وارتقاء منبر الافتاء ، ومن هنا برزت ظاهرة خطيرة للغاية هي ظاهرة الحكّام المجتهدين الذين اتخّذوا دين الله حِوَلاً ، وعباده خِوَلاً ، بتسييس الدين والتلاعب السافر بمصير المؤمنين ، وإذا بالخليفة والحاكم الذي لم يُوصف بالأمس إلاّ بالجهل ، أو لم يُنعت إلاّ بوصمة من العار ، ولا يفقه أيُّ طرفيه أطول ، وإذا به أصبح في عشيّةٍ وضحاها ، وبقدرة قادر ، فقيهاً وحاكماً على المسلمين ينوب عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
، له من الصلاحيّات وبسط اليد ما لرسول الله صلىاللهعليهوآله
، يجل مجلسه ، ويحكم بالنيابة عنه ، بينما يتخبّط تخبّط السقيم في ما يصدره من الفتاوى المخالفة لضرورة الفقه والمذهب. والتأريخ