غسل الأرجل
أو مسحها في الوضوء
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) (١).
لو عرضنا هذه الآية على أيّ عربي أصيل غير عارفٍ بمذهب فقهي خاص ، ولا مطّلع على موقف اجتهاديّ معيّن ، وطلبنا منه أن يبيّن المراد منها ، لقال من دون تردّد : نفهم من هذه الآية أمران :
أحدهما : وجوب الغسل وهو للوجه واليدين.
والآخر : وجوب المسح وهو للرأس والرجلين.
وقد اختلف القرّاء في قراءة : ( وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) فمنهم من قرأ بالفتح ومنهم من قرأ بالكسر. إلاّ أنّه من البعيد أن تكون كلّ من القراءتين منسوبة إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. فإنّ تجويزهما يضفي على الآية إبهاماً وإعضالاً ، ويجعل الآية لغزاً ، مع العلم أنّ القرآن كتاب الهداية والإرشاد ، وتلك الغاية تطلب لنفسها الوضوح وجلاء البيان ، خصوصاً فيما يتعلّق بالأعمال والأحكام التي يبتلى بها عامة المسلمين ، ولا تقاس بالمعارف والعقائد التي
__________________
(١) سورة المائدة (٥) : ٦.