أدلّتنا على نفي التحريف
القرآن الكريم تبيان كلّ شيء ، وهذا يدلّ على كونه تبياناً لنفسه أيضاً ، فيلزمنا الرجوع إليه لندقق هل فيه ما يدلّ على نقصانه أو عكس ما يتصور ؟
وفي الواقع أنّ في القرآن الكريم آيات تنصّ على صيانته عن أيّ تحريف ، بل حفظه عن كلّ تلاعب ، وأنّ كلّ أشكال التصرّف فيه منتفية.
قال تعالى : ( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (١).
فالقرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ووقوع النقصان فيه ، من أظهر مصاديق الباطل ، وهو غير حاصل.
فهو إذاً مصون من قبل الله تعالى عن النقصان منذ نزوله وإلى الأبد.
وقال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (٢).
لا يخفى أنّ المراد هنا هو القرآن الكريم كما أنزله الله سبحانه على
__________________
(١) فصّلت (٤١) : ٤٠ ـ ٤٢.
(٢) الحجر (١٥) : ٩.