الشيعة والقرآن
لاشكّ أنّ إسناد عقيدة إلى طائفة من الطوائف يكون على ضوء أقوال أكابر علماء تلك الطائفة أو بالاعتماد على مصادرها المعتبرة.
فلنر ماذا قال علماء الشيعة منذ القرن الثالث إلى يومنا الحاضر في كتبهم الاعتقادية حول موضوع القرآن والتحريف.
قال الصدوق : « اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله على نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة ، وعندنا أنّ الضحى وألم نشرح سورة واحدة ، ولإيلاف قريش وألم تر كيف سورة واحدة ، ومن نسب إلينا أنّا نقول : إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب ... » (١) ،
يقول الشيخ المفيد : « وقد قال جماعة من أهل الإمامة : إنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ، ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليهالسلام من تأويله ، وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثبتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز ...
__________________
(١) هو الشيخ محمّد بن بابويه القمي ـ الملقب بالصدوق ـ المتوفى سنة ٣٨١ ه ، رسالة الاعتقادات : ٨٤.