الغلو
الغلو في اللغة هو التجاوز عن الحد (١) ، قال تعالى : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ) (٢). لأنّ أهل الكتاب كانوا يغالون في حق السيّد المسيح عليهالسلام ويتجاوزون الحدّ ، بقولهم إنّه إله ، أو ابن الله ، أو ربّ.
وبعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ظهرت فرق وطوائف غالت فيه صلىاللهعليهوآلهوسلم أو في الأئمة المعصومين عليهمالسلام وتجاوزت الحدّ ، ووصفوهم بمقامات مختصّة بالله وحده ، ومن هنا سمّي هؤلاء بالغلاة ، لتجاوزهم حدود الحقّ.
قال الشيخ المفيد : « الغلاة من المتظاهرين بالإسلام هم الذين نسبوا أمير المؤمنين والأئمة من ذريته عليهمالسلام إلى الإلوهية والنبوّة ، ووصفوهم من الفضل في الدين والدنيا إلى ما تجاوزوا فيه الحدّ ، وخرجوا عن القصد » (٣).
إنّ الغلوّ في النبيّ والأئمة عليهمالسلام إنّما يكون بالقول بإلوهيتهم ، أو
__________________
(١) الصحاح ٦ : ٢٤٤٨ (( غلا )) وفيه : (( غلا في الأمر يغلو غلواً ، أي جاوز فيه الحد )).
(٢) النساء (٤) : ١٧١.
(٣) تصحيح الاعتقاد : ١٣١.