التقية هي كتمان الحقّ ، وستر الاعتقاد به ، ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين والدنيا ، وهي من الأمور التي يشنّع بعض الناس ويزدري بها على الشيعة جهلاً منهم بمعناها وبموقعها وحقيقة مغزاها ، ولو تثبّتوا في الأمر وتريّثوا وصبروا وتبصّروا لعرفوا أنّ التقية لا تختصّ بالشيعة ولم ينفردوا بها ، بل هي من ضروري العقل ، وعليه جبلة الطباع وغرائز البشر رائدها العلم ، وقائدها العقل ولا تنفكّ عنهما قيد شعرة ، إذ كلّ إنسان مجبول على الدفاع عن نفسه والمحافظة على حياته.
وقد تحرم التقية في الأعمال التي تستوجب قتل النفس المحترمة ، أو فساد في الدين ، أو ضرراً بالغاً على المسلمين بإضلالهم ، أو إفشاء الظلم والجور فيهم ، حيث ورد عن الإمام الباقر عليهالسلام الحديث التالي : عن محمّد ابن مسلم ، عنه عليهالسلام : « إنّما جعلت التقية ليحقن بها الدم ، فإذا بلغ الدم فليس تقية » (١).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٢٢٠ حديث ١٦.