كما أن الصحبة تشمل من مردوا على النفاق ، والذين ابتغوا الفتنة من قبل ، وقلبوا لرسول الله الأمور ، واظهروا الغدر ، حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون.
وفيهم : من كان يؤذي رسول الله وقد وصفهم الله بقوله :
( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن .. والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) (١). و ( إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً ) (٢).
وفيهم المخادعون والذين يظهرون الإيمان وقد وصفهم الله تعالى بقوله :
( ومن الناس من يقول آمنّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون ) (٣).
( وإذا لقوا الذين آمنو قالوا آمنّا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزئون ) (٤).
( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدّق ولنكونّن من الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم ومعرضون * فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) (٥).
والحاصل أن الصحبة منزلة عظيمة ، وفضيلة جليلة ، وهي
__________________
(١) سورة التوبة : الآية ٦١.
(٢) سورة الاحزاب : الاية ٥٧.
(٣) سورة البقرة : الايتان ٨ ـ ٩.
(٤) سورة البقرة : الآية ١٤.
(٥) سورة التوبة : الآيات ٧٥ـ ٧٦ـ ٧٧.