ابـلغ أمير الـمؤمنيـن رسـالـة |
|
فأنت أمين الله فـي النهـي والأمـر |
وأنـت أمـين الله فيـنا ومن يكن |
|
أمينا لرب العرش يسلم لـه صـدري |
فأرسل إلى الحجاج فاعرف حسابه |
|
وارسل إلى جزء وارسـل إلـى بشر |
ولا تنسيـن الـنـافعين كليهمـا |
|
ولا ابن غلاب من سراة بني نصر(١) |
إلى آخر الرسالة وذكر فيها جماعة من عماله الذين استأثروا بالأموال ، وجلّهم من الصحابة ، فعاقبهم عمر ، واتهمهم بالخيانة ، والخيانة لا تجتمع مع العدالة.
ولا نطيل الحديث حول قاعدة أصالة العدالة لكل صحابي ، أو تأويل الأخطاء لهم على وجه يلزم السكوت عليه.
ما ذلك إلا تحدّ لنواميس الدين ، ومقدسات الشريعة ، ومجادلة بالباطل لحفظ كرامة معاوية وحزبه ( ها أنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً ) (٢).
__________________
(١) فتوح البلدان : ص ٢٢٧.
(٢) سورة النساء : الآية ١٠٩ ، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ١/٦٠٥ ، ٦٠٦.