والشيعة يوالون أصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين أبلوا البلاء الحسن في نصرة الدين ، وجاهدوا بأنفسهم ، وأموالهم.
وإن الدعاء الذي تردده الشيعة لأصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لهو دليل قاطع على حسن الولاء ، وإخلاص المودة.
نعم : إن الشيعة ليدعون الله لأتباع الرّسل عامة ، ولأصحاب محمد صلىاللهعليهوآله خاصة بما ورثوه من أئمتهم الطاهرين.
ومن أشهر الأدعية هو : دعاء زين العابدين عليهالسلام في صحيفته المعروفة بزبور آل محمد الذي يقول فيه :
« اللهم وأتباع الرّسل ومصدّقوهم من أهل الأرض بالغيب عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب ، والأشتياق إلى المرسلين ، بحقايق الإيمان في كلّ دهر وزمان ، أرسلت فيه رسولاً ، وأقمت لأهله دليلاً ، من لدن آدم إلى محّمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من أئمة الهدى ، وقادة أهل التقى على جميعهم السلام.
وأصحاب محّمد خاصة ، الذين أحسنوا الصحبة ، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره ، وكاتفوه ، وأسرعوا إلى وفادته ، وسابقوا إلى دعوته ، واستجابوا له ، حيث أسمعهم حجة رسالاته ، وفارقوا الأزواج ، والأولاد في إظهار كلمته ، وقاتلوا الآباء ، والأبناء في تثبيت نبوّته ، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلّقوا بعروته ، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته.
اللهم ما تركوا لك ، وفيك ، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الحق عليك وكانوا من ذلك لك واليك ، واشكرهم على هجرتهم فيك ديارهم ، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ... ».