١ ـ وصف المخطوطة
ظل كتاب الناسخ والمنسوخ فى القرآن العزيز لأبي عبيد القاسم بن سلاّم مفقودا لدى المعنيين بالتراث الإسلامي فترة من الزمن فى عصرنا الحاضر. ولا أدل على صدق ذلك من أن الذين ترجموا لأبي عبيد اعتبروا هذا الكتاب مفقودا أو على الأقل سكتوا عنه فلم يوردوا له ذكرا من بين مصنفات الناسخ والمنسوخ. وكمثال للصنف الأول محمد عظيم الدين فى مقدمته على كتاب غريب الحديث لأبي عبيد إذ ذكر الناسخ والمنسوخ ضمن مصنفات أبي عبيد ثم أورد ما وصل إلينا منها فلم يذكره من بينها (١).
وكمثال على الصنف الثاني : محمد أشرف علي الملبارى فى مقدمته على كتاب نواسخ القرآن لابن الجوزي إذ عرّف بالكتب المخطوطة التي اطلع عليها فى الناسخ والمنسوخ وليس من بينها كتاب أبي عبيد (٢).
وفعل ذلك أيضا محمد تجاني جوهري محقق فضائل القرآن عند ما ذكر الموجود من مصنفات أبي عبيد فاعتبر كتاب الناسخ والمنسوخ مفقودا (٣).
ولعل السبب فى ذلك ندرة النسخ الخطية لهذا الكتاب إذ الموجود منه نسخة واحدة بتركيا ، طوب قبو ( أحمد الثالث ) (١٤٣) ، وما عداها صور للنسخة الوحيدة بتركيا. حيث يوجد الآن بقسم المخطوطات المكتبة المركزية لجامعة الإمام بالرياض صورة لها تحت رقم ٦٠٢ / ف ، وصورة أخرى مماثلة تحت رقم ٢٧٨٣ / ف. قد صورت هذه الأخيرة من صورة بدولة قطر تحت رقم ٢٢ / ٢٧٨٣ / ف.
والصورة إذن الموجودة بقطر تعود إلى الأصل الذي بتركيا. فأصبح
__________________
(١) انظر : غريب الحديث لأبي عبيد ١ / المقدمة حرف الطاء.
(٢) انظر : نواسخ القرآن ٢٥ ـ ٢٩.
(٣) انظر : فضائل القرآن لأبي عبيد « المحقق » قسم الدراسة.