أولا : اعتناؤه بالإسناد إذ ليس في الكتاب حديث أو أثر إلا وجاء مسندا إلى قائله ما عدا القليل النادر جدا.
ثانيا : تقسيم أبواب الكتاب تدرجا حسب أبواب الفقه فجاءت أبوابه كالتالي : باب ذكر الصلاة ومعرفة ما فيها من الناسخ والمنسوخ ، الزكاة وما فيها من ذلك ، ذكر الصيام وما نسخ منه ، النكاح وما جاء فيه من النسخ ، الطلاق وما جاء فيه وهكذا .... إلى آخر الكتاب إذ بلغت أبوابه تسعا وعشرين من غير المقدمة.
ثالثا : يعرض في الغالب مسائل الخلاف عرضا علميا يورد فيه قول كل فريق وأدلته مناقشا أحيانا أدلة الخصوم مرجحا بالأدلة الثابتة ما يرى أنه المختار ، فهو أشبه بطريقة الطبرى في تفسيره إذ يورد كل منهما الراجح من الأقوال بعد عرض الخلاف بأدلته ، يورد الأول ذلك بصيغة : قال أبو جعفر ، ويورد الثاني ذلك بصيغة : قال أبو عبيد.
رابعا : سار في مفهوم النسخ على منهج السلف الشامل واعتمد عليه في الحكم على النصوص. وسأفرد لذلك عنوانا مستقلا : مفهوم أبي عبيد لمصطلح الناسخ والمنسوخ.
خامسا : لم يقتصر المؤلف على النسخ في القرآن الكريم بل ناقش النسخ في السنة ، كما تحدث عن عدد من الفرائض والأحكام في الآيات التى أوردها في الكتاب وقد مر بنا أمثلة لذلك في الموضوع الذي قبل هذا.
٤ ـ المميزات التى انفرد بها الكتاب
إن المطلع على كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز لأبي عبيد يظفر بكتاب امتاز بمزايا عدة من جودة التصنيف وحسن التبويب والأمانة العلمية في الغالب عند الأخذ والترك والقبول والرفض ـ لأي حكم من الأحكام المدعى عليها ـ بأنها مما تضمنه نص في الكتاب العزيز ، أو المدعى عليها بأنها من المنسوخ.