والكتابة ، فذهبت إلى الدرس ، ولمّـا رجعت ظهراً وجدته يطالع ويكتب ، فسألته عن ذلك فقال : توضّأت وجلست تجاه القبلة ومسحت كتاب الكافي على عيني فارتفع الألم ، والعجيب أنّه لم يبتلِ بعدها بألم العينين طيلة عمره.
وقد كان الفقيه العادل المرحوم الشيخ جواد مشكور مرجع تقليد قسم من الشيعة في العراق ، وفي ليلة ٢٦ صفر ١٣٣٦ ه ق رأى في منامه في النجف الأشرف عزرائيل سلام الله عليه ، وبعد السلام سأله من أين جئت؟ قال : من شيراز ، وقد قبضت روح المرحوم الميرزا إبراهيم المحلاّتي. فسأله : ما حال روحه في عالم البرزخ؟ فقال : في أحسن الحالات وفي أحسن حدائق البرزخ ، وقد وكّل الله به ألف ملك يطيعون أوامره. فقال : بأيّ سبب وصل إلى هذا المقام؟ فأجابه عزرائيل : بسبب قراءة عاشوراء. وفي اليوم التالي جاءت برقية من شيراز إلى النجف تحمل نبأ وفاة الميرزا المحلاّتي ، وثبت صدق منام الشيخ.
كان آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة بقم قبل التدريس يأمر خطيباً أن يقرأ العزاء على سيّد الشهداء (عليه السلام) أوّلا ، ثمّ كان يدرّس ، وكان يشترك حافي الأقدام في مواكب اللطم والعزاء ، وكان يقول : كلّ ما عندي فهو من الإمام الحسين (عليه السلام) ، وكيف نجّاه من الموت أيّام شبابه.
وهذا السيّد مير حامد حسين صاحب عبقات الأنوار ، كان يغشى عليه عندما يسمع مصائب سيّد الشهداء (عليه السلام).
كما امتاز العلاّمة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان بولائه وعشقه الخاصّ بأهل البيت (عليهم السلام) ، وحينما كان يدخل حرم الإمام الرضا (عليه السلام) كان يقبّل عتبة الباب ، وكان يشترك في عزاء سيّد الشهداء (عليه السلام) ، وفي بعض الأحيان حتّى السحر وكان يبكي بكاءً مريراً وبصوت عال ، ولا شكّ أنّ كثير من توفيقاته وليدة هذه الخصلة.